لماذا يعتبر اليقين شرطا لاستجابة الدعاء؟
الفتوى :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فروى الإمام أحمد في المسند بسند حسن عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "القلوب أوعية، وبعضها أوعى من بعض، فإذا سألتم الله عز وجل أيها الناس، فاسألوه وأنتم موقنون بالإجابة، فإن الله لا يستجيب لعبد دعاه عن ظهر قلب غافل".
ورواه الترمذي من حديث أبي هريرة بلفظ: "ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة واعلموا أن الله لا يستجيب دعاءً من قلبٍ غافل لاه".
ومعنى موقنون بالإجابة أي: يغلب على ظنكم أن الله تعالى يتقبل دعاءكم، ويحقق مرادكم، وهذا من إحسان الظن بالله تعالى، وقد جاء في الحديث القدسي: "أنا عند ظن عبدي بي" رواه البخاري ومسلم، وعند أحمد: "إن ظن بي خيراً فله، وإن ظن شراً فله"، وفي رواية: "فليظن بي ما شاء".
قال القرطبي في (المفهم): قيل معنى ظن عبدي بي: ظن الإجابة عند الدعاء، وظن القبول عند التوبة، وظن المغفرة عند الاستغفار، وظن المجازاة عند فعل العبادة بشروطها، تمسكاً بصادق وعده، ويؤيده قوله في الحديث الآخر: "ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة".
قال : ولذلك ينبغي للمرء أن يجتهد في القيام بما عليه، موقنا بأن الله يقبله، ويغفر له، لأنه وعد بذلك، وهو لا يخلف الميعاد، فإن اعتقد أو ظن أن الله لا يقبلها، وأنها لا تنفعه، فهذا هو اليأس من رحمة الله، وهو من الكبائر. انتهى.
فلابد من حضور القلب، وإحسان الظن بالله تعالى، وأنه يستجيب دعاء عبده، كما وعد هو سبحانه بذلك: (وقال ربكم ادعوني أستجب لكم) [غافر: 60].
(وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان) [البقرة: 186].
والله أعلم.