اتلصص ببطء وحذر عبر فتحة الزجاج
يتكرر فعلي يوميا بلا فائدة تذكر
دوما أحب أن أراقبها عندما يحل المساء
وهي تتفنن في إيجاد وسيلة لإسعاده
وهو يبالغ دوما في الرفض والإستياء
تحمله ...وتهدهده ...وتغني له
وتبكي لدموعه المزيفة للفت نظرها
فما أسهل دموعه ..وماأرق دموعها
شتان شتان بين نوعي البكاء
أحيانا يرضى بعد مشقة
فتحتويه بين أحضانها لينام كأمير
قد عاني يومه الكثير من المشاق
فتحتضنه ك كنزُ وهبته لها السماء
فينعم بدفء مشاعرها في شتاء قارسٌ
وينعم بأمان الحب الصادق
في ليلة ظلماء
وتطبق كلتا يداها بحرص عليه
وتدندن في أذنيه بحكاية المساء
وعندما يغفو تظل قابعة بجواره
تتأمله بعطف
فيترائى لها مرة كـ فارس
ومرة كـ طبيب يخفف الآلام التعساء
ويوما معلما مهابا .. ويوما كـ حاكم عادل
يحارب الظلم وينتصف للأبرياء
تقبله بشلال من العطف
وتتمنى له نوما هنيئا وأحلاما سعيدة
أحلاما لايراها إلا من هم على شاكلته
أحلاما مخصصة فقط للأثرياء
ومن هم الأثرياء ؟؟؟؟؟
هم من أنعم القدر عليهم بدفء أحضانا
تاقوا كثيرا لمثله هؤلاء التعساء
الأثرياء من دللتهم أيادي حانية
تارة تطعم ..وتارة تسقي
وتارة تحكم عليهم الغطاء
الأثرياء هم من تنعموا بفراش وثير
في أحضان أما عطوفة
وغيره الألاف تلسعه قرصات الشتاء
لأنهم نائمون على الأرصفة ...في العراء
الأثرياء هم وجدوا الهناء أشكالا
بين يديها الحانيتين
من أسعدهم حظهم بمثل هذا الهناء
الأثرياء هم من أسعدهم زمانهم
بنطق كلمة (( ماما ))
حٌرم منها غيرهم ولكـــــم تمنوهااا
لتزيد أيامهم شقاءا فوق شقاء
فترتفع عيناي دامعة ومتوسلة للسماء
ياااااااارب
ليتني أكون يوما من الأثرياء